شذرات: أقوال موجزة

أجمع في هذا القسم مجموعة من الخواطر والأقول المقتضبة والملاحظات العامة حول قضايا ومواضيع متنوعة، كتبتُها على فترات مختلفة:

– إذا كسروا قلمك، فلتكتب في مخيلتك إلى أن تسقط السماء عليك قلماً ربما يكون عصياً على الكسر.  

– البراءة هي عدم الخبرة. نخرج من طياتها بمجرد أن نُعاني ونُختَبر، ونجعل مَن حَولَنا يعانون. لم تكن البراءة حالة دائمة أبداً، فهي غشاء أقل سُمكاً وأكثر عُرضة للهتك من غشاء البكارة. البراءة حالة مؤقتة جداً.

– أول الكتابة الحنين إلى الكتابة.

– يعرف ابن حزم الظاهري الحق بأنه “كون الشيء صحيح الوجود” والباطل بأنه “ما ليس حقاً.” فيما يعرف ابن فارس الباطل في مقاييس اللغة بأنه: “ذهاب الشيء وقِلَّة مُكثه ولُبْثه” وفي مادة حق يقول: “وهو يدل على إحكام الشيء وصحّته.” وبهذا يرتبط الإيمان العقدي، بأن الحق ظاهر لا محالة وأن الباطل زائل، بالتعريف اللغوي الأصيل للكلمات.

– إذا نظرنا للشيء عن بعد فسيبدوا جميلاً أو خال من العيوب، وإذا اقتربنا منه ستظهر شوائبه وعيوبه. أما إذا نظرنا في عمقه فسنذهل لجماله، ذلك أن المعرفة الحقيقية تكمن في عمق الأشياء. والمعرفة رأس الجمال.  

– لا تكمن مأساة الإنسان في الموت وإنما في أن يرد إلى أرذل العمر.   – اسلك الزقاق المظلمة واكتشف ذاتك، إذ لا بد للنفس أن تضل قبل أن تهتدي.

– المزاح هو طريقة سهلة لقول الحقيقة بدون مقدمات. هي أحد أكثر الطرق إبداعاً للتعبير عن حقيقة أنفسنا.  

– التندر عن أنفسنا هو واحدة من طرائق البقاء الاجتماعي التي تمكننا من تبرير سلوكنا دونما تحرج أو حياء.

– عقلية القطيع: غائب الذهن، تابِعٌ.  

– يشبه البشر القطط المنزلية — فهم لطيفون عموماً غير أنهم يذهبون للقنص فورما يتوارون عن الأبصار.  

– إن الطبيعة البشرية هي بالضرورة حيوانية، غير أننا نروضها ونطلق عليها “إنسانية”.  

– تأمل: بعض أضخم المخلوقات التي تجوب المحيطات تتغذى على بعض أصغر الحيوانات.  

– لا ديمومة للكمال، والعبرة في هذا المثل: ثمة تصميم هندسي على نافذة زجاجية. وفي مقابل هذه النافذة يقبع ذات التصميم على حائط. يتحرك ظل النافذة طوال النهار عاكساً الشكل الهندسي على الحائط حتى يتطابق في مرحلة ما نظيره. هذا التاسق التام بين الظل والشكل لن يدوم سوى لحظة أو ربما أقل.

– الاعتذار محاولة بائسة لإعادة الحياة إلى جسد متعفن. الاعتذار ليس سوى صدفة فارغة. الاعتذار عادة سيئة السمعة، كمقال بلا مقام، كقصيدة مبتذلة. ثمة أشياء لا يمكن الاعتذار عنها. كل ما بوسعنا فعله هو طأطأة رؤسنا بذلةٍ، ريثما ننتظر العقاب أو نتمنى أن نختفي عن الوجود في لحظة تشبه فعل ساحر مجيد. الاعتذار ليس سوى استجداء للأعذار، ولا عذر لمن ظلم. 

– ما كان يوماً يسمى الرغبة، هو الآن حديقة مجبولة من نار.

– في أودية الرغبة الحالمة، كل شيء يسير نحو الفناء.

– لما ربت الجنة وتم كمالها، قذف بها إلى الجحيم.  

– مرادف اللذة الهلاك، ومرادف الهلاك اللذة، أحياناً.

للوجود معنى واحد: الفناء. وتكمن في الفَناء أسرار الوجود.

التصنيفات مقالاتالوسوم ، ، ،

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه:
search previous next tag category expand menu location phone mail time cart zoom edit close