شيمة الصبر

حكاية الفتى الذي لم يضحك أبداً - محمود حبوش


كانت أمي تقول لي دائماً “بصلتك محروقة” وهو مثل فلسطيني يطلق على من لا يتحلى بالصبر ولا يتأنى في أداء أموره. فالبصلة إذا ما شويت على حرارة شديدة احترقت من الخارج ولم تنضج من الداخل، لكن بقليل من التأني وقدر أقل من الحرارة تنضج كاملة.

والصبر فضيلة قديمة لا يقدرها سوى من وقع في شرك العجلة. ولعل خير دليل على ضرورة إتقان هذا الفن هو أن الإنسان يزداد تقديره وفهمه لشيمة الصبر كلما تقدم به العمر رغم أنه يدرك أنه “لم يبق في العمر أكثر مما مضى”، وذلك خلافاً لليافعين الذين غالباً ما يشعرون بأنهم في سباق مع الزمن.

فلنمض في حياتنا إذن بجرعة صحية من التأني المقرون باليقظة – يقظة البصر والبصيرة – إن كنا نطمح أن تتجسد أفكارنا وأحلامنا على أرض الواقع. ولنتذكر في هذا الصدد أيضاً قول حكيم الصين كونفوشيوس فيما معناه عمل “قليل دائم خير من كثير منقطع”. وفي هذه العبرة يكمن سر من أسرار الإتقان. فلا إنجاز لمن يكتفي بالركض راء شطحات عقله. وإن أي مشروع إبداعي، مهما صغر أو كبر، يحتاج إلى الكثير من الصبر المقرون بالعمل المستمر، غير المنقطع.

  4 يوليو 2013
الشروط والأحكام — الملكية الفكرية للنص
تعود حقوق الملكية الفكرية لكل من النص والصورة للمؤلف “محمود حبوش”. يُمنع منعاً باتاً نشر، أو إعادة نشر، بشكل جزئي أو كلي، وبأي وسيلة نشر إلكترونية أو غيرها لهذا النص والصورة المرفقة أو غيره من النصوص والصور الموجودة في هذه المدونة. قل غير مصرح به يضع صاحبه تحت طائل المسئولية القانونية.

التصنيفات مقالاتالوسوم ، ، ، ،

أضف تعليق